الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **
7969 - (ما كانت نبوة قط إلا تبعتها خلافة ولا كانت خلافة قط إلا تبعها ملك ولا كانت صدقة قط إلا كان مكساً) [ص 463] وإلى ذلك وقعت الإشارة في فواتح سورة آل عمران قال الحرالي: انتظم فيها أمر النبوة في التنزيل والإنزال وأمر الخلافة في ذكر الراسخين في العلم الذين يقولون - (ابن عساكر) في التاريخ (عن عبد الرحمن بن سهل) بن زيد بن كعب الأنصاري، شهد أحداً والخندق، بل قال ابن عبد البر: بدري. وفي إبراهيم بن طهمان نقل الذهبي عن بعضهم تضعيفه. وأخرج ابن عساكر في ترجمة عبد الرحمن هذا ما يفيد أن سبب راويته هذا الحديث قال: غزا عبد الرحمن هذا في زمن عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرت به روايا خمر فنقر كل رواية منها برمحه فناوشه غلمان حتى بلغ معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ ذهب عقله فقال: كذبت واللّه ما ذهب عقلي لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهانا أن ندخله بطوننا وأسقيتنا وأحلف باللّه لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأبقرن بطنه أولاً مرتين اهـ. 7970 - ثم ساق له هذا الحديث المشروح (ما كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار) - (ابن عساكر) في التاريخ (عن عائشة) بإسناد ضعيف لكن للحديث شواهد. 7971 - (ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد للّه الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً) أمره بأن يثق به ويسند أمره إليه في استكفاء ما ينوبه مع التمسك بقاعدة التوكل وعرفه أن الحي الذي لا يموت حقيق بأن يتوكل عليه وحده ولا يتكل على غيره من الأحياء الذين يموتون، وعن بعض السلف أنه قال: لا يصح لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق. ذكره الزمخشري. - (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (والبيهقي في) كتاب (الأسماء) والصفات (عن أبي) محمد (إسماعيل بن) مسلم (بن أبي فديك) بضم الفاء المهملة وسكون التحتية وبالكاف اسمه دينار (مرسلاً) بفتح السين وكسرها قال في التقريب: صدوق من الثالثة (ابن صصري في أماليه) الحديثية (عن أبي هريرة) مرفوعاً. 7972 - (ما كرهت أن تواجه به أخاك) في الإسلام (فهو غيبة) فيحرم لكن الغيبة تباح للضرورة ونحوها وقد ذكر ابن العماد أنها تباح في ست وثلاثين موضعاً ونظمها. - (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) بن مالك. 7973 - (ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت) أي كنت في خلوة بحيث لا يراك إلا اللّه تعالى [ص 464] والحفظة، وهذا ضابط وميزان. - (حب عن أسامة) بن شريك الثعلبي بمثلثة ومهملة، تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح (ابن عساكر) في تاريخه (عن أنس) بن مالك. 7974 - (ما لقي الشيطان عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه) لأنه لما قهر شهوته وأمات لذته خاف منه الشيطان، وفي التوراة من غلب شهوات الدنيا فرق الشيطان من ظله، ومثل عمر كإنسان ذي سلطان وهيبة استقبله مريب رفع عنه أمور شنيعة وعرفه بالعداوة فانظر ماذا يحل بقلب المريب إذا لقيه فإن ذهبت رجلاه أو خر لوجهه فغير مستنكر، قال البيضاوي: وفيه تنبيه على صلابته في الدين واستمراره على الجد الصرف والحق المحض، وقال النووي: هذا الحديث محمول على ظاهره وأن الشيطان يفر منه إذا رآه، وقال عياض: يحتمل أن يكون على سبيل ضرب المثل وأن عمر فارق سبيل الشيطان وسلك طريق السداد فخالف كل ما يحبه الشيطان. قال القرطبي: وبقاؤه على ظاهره أظهر قال: والمراد بالشيطان الجنس. - (ابن عساكر) في تاريخه (عن حفصة) بنت عمر قال الحافظ العراقي: وهو متفق عليه بلفظ يا ابن الخطاب ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً - الحديث. 7975 - (ما لي أراكم عزين) بتخفيف الزاي مكسورة متحلقين حلقة حلقة جماعة جماعة جمع عزة وهي الجماعة المتفرقة والهاء عوض عن الياء أي ما لي أراكم أشتاتاً متفرقين. قال الطيبي: هذا إنكار منه على رؤية أصحابه متفرقين أشتاتاً، والمقصود الإنكار عليهم كائنين على تلك الحالة يعني لا ينبغي أن تتفرقوا ولا تكونوا مجتمعين بعد توصبتي إياكم بذلك، كيف وقد قال اللّه تعالى - (حم م د) كلهم في الصلاة (عن جابر بن سمرة) قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم فرأيناه حلقاً فذكره ورواه عنه أيضاً النسائي وابن ماجه خلافاً لما يوهمه صنيع المصنف من تفرد ذينك به على الستة. 7976 - (ما لي وللدنيا) أي ليس لي ألفة ومحبة معها ولا أنها معي حتى أرغب فيها أو ألفة وصحبة لي مع الدنيا؟ وهذا قاله لما قيل له ألا نبسط لك فراشاً ليناً ونعمل لك ثوباً حسناً؟ قال الطيبي: واللام في الدنيا مقحمة للتأكيد إن كانت الواو بمعنى مع وإن كانت للعطف فتقديره ما لي وللدنيا معي (ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) أي ليس حالي معها إلا كحال راكب مستظل قال الطيبي: وهذا تشبيه تمثيلي ووجه الشبه سرعة الرحيل وقلة المكث ومن ثم خص الراكب. ومقصوده أن الدنيا زينت للعيون والنفوس فأخذت بهما استحساناً ومحبة ولو باشر القلب معرفة حقيقتها ومعتبرها لأبغضها ولما آثرها على الآجل الدائم قال عيسى عليه الصلاة والسلام: يا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبني على موج البحر داراً؟ قالوا: يا روح اللّه ومن يقدر؟ قال: إياكم والدنيا فلا تتخذوها قرازاً وقال الحكيم: جعل اللّه الدنيا ممراً والآخرة مقراً والروح عارية والرزق بلغة والمعاش حجة والسعي خيراً ودعا من دار [ص 465] الآفات إلى دار السلام ومن السجن إلى البستان وذلك حال كل إنسان لكن للنفس أخلاق دنية ردية تعمى عن كونها دار ممر وتلهى عن تذكر كون الآخرة دار مقر ولا يبصر ذلك إلا من اطمأنت نفسه وماتت شهوته واستنار قلبه بنور اليقين فلذلك شهد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم هذه الحال في نفسه ولم يضفها لغيره وإن كان سكان الدنيا جميعاً كذلك لعماهم عما هنالك وهذا لما مر بقوم يعالجون خصاً قال: ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك. - (حم ت ه ك) في الرقائق (والضياء) المقدسي (عن ابن مسعود) قال: دخلت على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه فبكيت فقال: ما يبكيك قلت: كسرى وقيصر على الخز والديباج وأنت نائم على هذا الحصير فذكره قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن حبان وهو ثقة وقال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي. 7977 - (ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض) ولهذا سأل موسى ربه عند قبض روحه أن يدنيه من الأرض المقدسة لأنه لا يمكن نقله إليها بعد موته بخلاف غير الأنبياء فإنهم ينقلون من بيوتهم التي ماتوا فيها إلى مدافنهم ومقابرهم فالأفضل في حق من عدا الأنبياء الدفن في المقبرة قال ابن العربي: وهذا الحديث يرد قول الاسرائيلية أن يوسف نقل إلا أن يكون ذلك مستثنى إن صح. - (د عن أبي بكير) الصديق وذلك أنهم اختلفوا لما مات النبي صلى اللّه عليه وسلم في المكان الذي يحفر فيه فقيل يدفن بمسجده وقيل مع أصحابه فقال أبو بكر سمعته يقول فذكره. 7978 - (ما محق الإسلام محق الشح شيء) لأن الإسلام هو تسليم النفس والمال لحقوق اللّه فإذا جاء الشح فقد ذهب بذل المال ومن شح به فهو بالنفس أشح ومن جاد بالنفس كان بالمال أجود فالشح يمحق الإسلام ولا يعادله في ذلك شيء قال الكشاف: والشح بالضم والكسر اللؤم وأن تكون نفس الرجل كزة حريصة على المنع كما قال: يمارس نفساً بين جنبيه كزة * إذا هم بالمعروف قالت له مهلاً وقد أضيف إلى النفس لأنه غريزة فيها وأما البخل فهو المنع نفسه اهـ والمحق النقص والمحو الإبطال. - (ع عن أنس) بن مالك وضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف وقال في محل آخر: رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عمر بن الحصين وهو مجمع على ضعفه. 7979 - (ما مررت ليلة أسري بي بملأ) أي جماعة (من الملائكة إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة) لأنهم من بين الأمم كلهم أهل يقين فإذا اشتغل نور اليقين في القلب ومعه حرارة الدم أضر بالقلب وبالطبع وقال التوربشتي: وجه مبالغة الملائكة في الحجامة سوى ما عرف منها من المنفعة العائدة على الأبدان أن الدم مركب من القوى النفسانية الحائلة بين العبد وبين الترقي إلى الملكوت الأعلى والوصول إلى الكشوف الروحانية وغلبته تزيد جماح النفس وصلابتها فإذا نزف الدم أورثها ذلك خضوعاً وجموداً وليناً ورقة وبذلك تنقطع الأدخنة المنبعثة عن النفس الأمارة وتنحسم مادتها فتزداد البصيرة نور إلى نورها. - (ه) في الطب (عن أنس) بن مالك (ت) فيه (عن ابن مسعود) قال الترمذي: حسن غريب وقال المناوي: حديث ابن ماجه منكر اهـ. وفيه كثير بن سليم الضبي ضعفوه كما في الميزان وعدوا من مناكيره هذا وأقول: في سند الترمذي أحمد بن بديل الكوفي قال في الكاشف: لينه ابن عدي والدارقطني ورضيه النسائي وعبد الرحمن بن إسحاق قال في الكاشف: ضعفوه. 7980 - (ما مسخ اللّه من شيء فكان له عقب ولا نسل) فليس القردة والخنازير الموجودون الآن أعقاب من مسخ من [ص 466] بني آدم كما زعمه بعض الناس رجماً بالغيب كما مر. - (طب) وكذا أبو يعلى (عن أم سلمة) رمز لحسنه قال الهيثمي: وفيه ليث بن سليم مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح. 7981 - (ما من الأنبياء من نبي) الأولى زائدة والثانية بيانية (إلا وقد أعطي من الآيات) أي المعجزات (ما) موصوفة بمعنى شيئاً أو موصولة (مثله) بمعنى صفته وهو مبتدأ وخبره (آمن عليه البشر) والجملة الاسمية صفة ما أو صلتها والجار والمجرور متعلق بآمن لتضمنه معنى الإطلاع أو بحال محذوف أي ليس نبي إلا أعطاه اللّه من المعجزات شيئاً من صفته أنه إذا شوهد اضطر المشاهد إلى الإيمان به فإذا مضى زمنه انقضت تلك المعجزة (وإنما كان الذي أوتيته) من المعجزات أي معظمه وإلا فمعجزاته لا تحصى (وحياً) قرآناً (أوحاه اللّه إلي) مستمراً على مر الدهور ينتفع به حالاً ومآلاً وغيره من الكتب ليست معجزته من جهة النظم والبلاغة فانقضت بانقضاء أوقاتها فحصره المعجزة في القرآن ليس لنفيها عن غيره بل لتميزه عنها بما ذكر وبكونه المعجزة الكبرى الباقية المستمرة المحفوظة عن التغيير والتبديل الذي تقهر المعاند وتفحمه فكأن المعجزات كلها محصورة فيه ونظيره - (حم ق عن أبي هريرة). 7982 - (ما) نافية (من) زائدة (الذكر) مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه اسم ما إن جعلت حجازية وعلى الابتداء إن جعلت تميمية (أفضل) بنصبه بالفتحة أصالة خبر ما إن جعلت حجازية ونيابة عن الجر صفة لذكر (من) قول (لا إله إلا اللّه) أي لا معبود بحق في الوجود إلا اللّه تعالى (ولا من الدعاء أفضل من الاستغفار) أي قول أستغفر اللّه وتمامه عند الطبراني ثم تلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - (طب عن ابن عمرو) رمز لحسنه قال الهيثمي: فيه الإفريقي وغيره من الضعفاء. 7983 - (ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت) سببه كما في الفردوس أن عمر سأل علياً فقال الرجل يحدث الحديث إذ نسيه إذ ذكره فقال علي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول فذكره.
|